ملء العيبه (صفحة 206)

كن لي إلى الله شفيعا إن لي ... جرائما أخافها من الردى

ظلمت نفسي واعتديت ظالما ... وجئت من الذنب كثيرا عددا

قد أثقلت ظهري ذنوب فانثنى ... بونيها عن كل حد مقعدا

وقد أتيت تائبا مستغفرا ... فاقبل معاذيري، وكن لي مسعدا

واشفع فأنت شافع مشفع ... فيمن غدا بذنبه مصفدا

أقبل علي قد أتيت مقبلا ... بوجهك المسعود حتى أسعدا

فلا تخيبني فإني مرتج ... جداك يا رب النوال والندى

ها أنذا معترف بما جنت ... يدي فحسبي منك حسبي مقصدا

لا عمل يزلفني ولا يد ... تسعفني أرجو بها منك يدا

إلا حنان من لدنك أرتجي ... به جنانا ونعيما سرمدا

فاشفع إلى الله بأن يجيرني ... لا يسلكن بي عذابا صعدا

فلا تخيب أملي يا أملي ... فقد أتيت وافدا مسترفدا

إني محب والمحب دائما ... يذكر من يهوى ولوعا قد غدا

مقصر عن اللحاق بالذي ... أحبه فما بلغت أمدا

لكنني أرجو بحبي لهم ... بأن أكون منهم حيا غدا

والمرء مع من في الدنا أحبه ... كذا روينا عنك ذاك مسندا

وأرتجي منك بأن تسقيني ... من حوضك العذب الروي وتوردا

صلى عليك الله ما هبت صبا ... وما تغني طائر وغردا

وما دجا ليل وذر شارق ... وما لوخد عيسه حاد حدا

وخصك الله بما أنت له ... أهل كما هديتنا سبل الهدى

وزادك الله علا ورفعة ... وشرفا على الورى وسؤددا

ومما وجدته متصلا بهذه القصيدة، عند صاحبنا الوزير أبي عبد الله منسوبه بغير خطه للناظم رَحِمَهُ اللَّهُ:

قضى شجونا وما قضى له شجنا ... وكم تمنى وهل يعطى المحب منى

صب ترسم رسم الدار يندبها ... بعد الأحبة لما فارق السكنا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015