ذلك الوقت. ثم إنها توافق تشكيل المجتمع في المدينة من حيث أقسام القبائل وبطونها وارتباطاتها الحِلْفية، وكذلك حالة العرب في المدينة من حيث دخول بعضهم في الإسلام قبل كتابة الصحيفة وتأخر دخول بعضهم الآخر؛ فقد ذكرت أسماء البطون التي كانت قد دخلت الإسلام جميعها، وأدمجت البطون التي لم تكن قد دخلت في الإسلام في بندٍ عام مثل: بني الأوس مع أن هؤلاء كانوا بطونًا متعددة.
ثم إن نصوص الصحيفة توافق القرآن الكريم في المبادئ من حيث: اعتبار المسلمين أمة واحدة من دون الناس1، ومن حيث التراحم والتعاون بينهم، ومعاونة بعضهم بعضًا فيما يفدح بعضهم ويثقل كاهله2. ومن حيث الاحتفاظ برابطة الولاء وما يترتب عليها من حقوق الموالاة3. ثم من حيث مراعاة حقوق القرابة والصحبة والجوار4 كذلك تحديد المسئولية الشخصية5، والبعد عن ثارات الجاهلية وحميتها6. كذلك وافقت الصحيفة القرآن في وجوب الرضوخ للقانون، ورد الأمر إلى الدولة بأجهزتها للتصرف في الأمور7. وفي شئون الحرب والسلم، وأن حرب الأفراد