حروب بني إسرائيل والمدنيين والأموريين وغيرهم، ويتوسعون في ذلك إلى أرض الحجاز، ويزيدون على ما عند الإسرائيليين بغير سلطان أتاهم1.

ومن جهة أخرى تتحدث أسفار العهد القديم عن علاقات بني إسرائيل بسكان الجزيرة العربية: فتتحدث عن قوافل العرب التجارية التي كانت تأتي إلى أسواق مدن بني إسرائيل وكنعان2 وتتحدث عن تجارة اليهود الذين كانوا يرحلون إلى سبأ في عهد سليمان3. كما تحدثت عن حروب ملوك بني إسرائيل وانتصاراتهم على قبائل عربية وعماليقية غزوها، وأنهم واصلوا غزواتهم حتى وصلوا إلى الجزيرة 4، ومثل هذه الأخبار التي وردت في أسفار التوراة لا تعطينا شيئًا يمكن الاعتماد عليه في إثبات وصول جموع إسرائيلية إلى الجزيرة العربية، وكل ما يمكن أن يقال والحالة كذلك أن القدماء اعتقدوا أنه قد وجدت في جهات يثرب وخيبر بطون إسرائيلية قبل وصول جموع اليهود المعروفة إلى الأصقاع العربية5.

أخذت جموع كثيرة من اليهود في القرنين الأول والثاني بعد الميلاد تهاجر إلى الأقاليم العربية عمومًا وإلى ربوع الحجاز بنوع خاص. ويرد إسرائيل ولفنسون أسباب هذه الهجرة إلى الزيادة المطردة في اليهود حتى بلغ عددهم أكثر من أربعة ملايين، وهو عدد لا تتسع له بلاد ضيقة كفلسطين فاضطروا أن يهاجروا إلى ما حولهم من البلاد المجاورة كمصر والعراق والجزيرة العربية.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015