النفس 1. وكانت عادة تسري الإماء فاشية، ولم يكن عدد الإماء اللاتي يتسراهن الرجل محدودًا، ينكحهن بدون عقد ولا مهر، وله أن يهب أو يبيع من ينكحها دون طلاق إذا لم تكن قد ولدت له. وكان الإماء مادة البغاء، فكن أكثر تعرضًا له وارتكاسًا فيه، وكان أمرًا مستساغًا بالنسبة لهن، وحين وضع الإسلام عقوبة الزنا جعل على الأَمة نصف عقوبة الحرة2، إذ إن ارتكاس الإماء في الفاحشة أكثر توقعًا منهن، وتعرضهن للبغاء أكثر احتمالًا، وعارُ ذلك أقل شدة. وقد كان الشباب والفساق وطلاب الشهوة يتعرضون للإماء في الطرقات؛ ولذلك فرض الإسلام على الحرائر أن يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين3، بأن يخلط بينهن وبين الإماء في المظهر فيتعرض لهن فينالهن الأذى.

وقد ترك هؤلاء الرقيق في نفوس أهل مكة، وفي نفوس العرب الآخرين ممن كان لهم رقيق أثرًا ليس إلى إنكاره من سبيل، وإن المصطلحات الفارسية والرومية والحبشية التي كانت معروفة عند العرب قبل ظهور الإسلام، ولا سيما ما يتعلق منها بالصناعات والأعمال التي يأنف العربي من الاشتغال بها، إنما دخلت لغتهم وشاعت بينهم عن طريق هؤلاء4.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015