بأنواعها1، والثياب من الحرير وغير الحرير2 والجلابيب والخُمر والسراببيل والقمصان والنعال3: والسلاح من رماح وسكاكين ودروع4. والسلاسل والأغلال5. وأدوات الكتابة من قرطاس وقلم ومداد ورقوق6 والشراب الذي يصنع من ثمرات النخيل والأعناب7. والمعادن من حديد ونحاس وذهب وفضة والصلصال والفخار8.
وورود هذه الأعيان ومسمياتها وأوصافها ووجوه استعمالها في القرآن، ويدل على أن أهل مكة وأهل الحجاز ومدنه كانوا يستعملونها ويملكونها قبل نزول القرآن، حتى ولو جاء ذكرها في معرض الإخبار والتمثيل ووصف نعيم الجنة؛ لأن القرآن لا يمكن أن يخاطب الناس بما لا يفهمونه ولا يعرفونه. ويضاف إلى هذه الأشياء المكاييل والموازين التي كانت موجودة ومستعملة في البيع والشراء.
وواضح أن وجود هذه الأدوات والحاجيات يتطلب وجود طبقة من العمال والصناع: في أعمال البناء ونحت الحجارة، وفي الحدادة والنجارة والتنجيد والصياغة والحياكة والنحاسة والسروجية، وغير ذلك مما تتطلبه حياة المدن مهما كانت درجتها من الحضارة9. وقد ورد ذكر لأناس كانوا في مكة يقومون بهذه الأعمال، منهم من يقوم بالحدادة أو الصياغة، ومنهم من كان يقوم بالنجارة10 أو النسيج أو الخياطة أو الحجامة11.