كان عروة بن مسعود الثقفي أحد الرسل الذين بعثت بهم لمفاوضة النبي -صلى الله عليه وسلم- عند نزوله بالحديبية1.

كذلك كانت صلات قريش طيبة بمدينة يثرب، وقد أصهر هاشم بن عبد مناف إلى بني النجار الخزرجيين من أهل يثرب، وظل ابنه عبد المطلب على صلة وثيقة بأخواله هؤلاء. كما كان لغيره من زعماء مكة صداقات مع زعماء يثرب، فقد كان أمية بن خلف الجمحي صديقًا لسعد بن معاذ الأشهلي زعيم الأوس2، كما كان العاص بن وائل السهمي وعتبة بن ربيعة بن عبد شمس وغيرهم على صلات طيبة ووثيقة بأهل يثرب3. ولكن على الرغم من هذه الصلة الوثيقة فإن قريشًالم تشأ أن تتورط في حلف مع اليثربيين قد يجر إلى أن تتدخل في الحرب الداخلية التي نشبت بين الأوس والخزرج قبيلتي يثرب. وقد ظلت علاقاتها طيبة برغم ما كان يمكن أن يحدث من تنافس بين المدينتين الواقعتين على طريق التجارة. ولم تحدث الجفوة والعداء بينهما إلا بعد هجرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى يثرب وتكوين الدولة الإسلامية بها، وشعور قريش بالخطر الداهم على تجارتها. والذي أصبح يكمن في يثرب بهذا الوضع الجديد الذي أحدثته الهجرة، فقد عدَّ المكيون إيواء النبي -صلى الله عليه وسلم- والمهاجرين تحديًّا لهم وتهديدًا لمصاحلهم، ومن أجل ذلك وقع الصدام بين المدينتين4.

وكانت صلات مكة باليهود جميعًا طيبة في يثرب وخيبر وتيماء، ووادي القرى. وكان القرشيون يحترمون اليهود ويرون أنهم أهل العلم والكتاب الأول5، كما كان اليهود يجلون القرشيين ويعتبرونهم سادة العرب وملوك الناس6، ولم يكن اليهود في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015