{فَاسْتَغْفِرُوهُ} مما صدر منكم، من الكفر، والشرك، والمعاصي، وأقلعوا عنها، {ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ} أي: ارجعوا إليه بالتوبة النصوح، والإنابة، {إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ} أي: قريب ممّن دعاه دعاء مسألة، أو دعاء عبادة، يجيبه بإعطائه سؤله، وقبول عبادته، وإثابته عليها، أجل الثواب، واعلم أن قربه تعالى نوعان: عام، وخاص، فالقرب العام: قربه بعلمه، من جميع الخلق، وهو المذكور في قوله تعالى: {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} (?) والقرب الخاص: قربه من عابديه، وسائليه، ومحبيه، وهو المذكور في قوله تعالى: {وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ} (?).
وفي هذه الآية، وفي قوله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ} (?) وهذا النوع، قرب يقتضي إلطافه تعالى، وإجابته لدعواتهم، وتحقيقه لمراداتهم، ولهذا يقرن، باسمه «القريب» اسمه «المجيب» (?).
1 - قال اللَّه - عز وجل -: {إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ