الحسن الشيباني، وعمرو بن محمد العَنْقَزِيِّ، وَهَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، وأبو عبد الرحمن المُقْرِئ، وعبد الرزاق بن همام، وغيرهم.
وهو كُوفِيٌّ تَيْمِيٌّ من رهط حمزة بن حبيب الزيات، وُلِدَ بالكوفة، ونقله أبو جعفر المنصور إلى بغداد، فسكنها إلى حين وفاته. قيل: إن أباه ثابت بن النعمان المَرْزُبَانُ من أبناء فارس الأحرار، ذهب إلى علي بن أبي طالب - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - وهو صغير، فدعا له بالبركة فيه وفي ذريته. وقيل: إن جده النعمان بن المرزبان هو الذي أهدى لعلي بن أبي طالب - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - الفَالُوذَجْ في يَوْمِ النَّيْرُوزِ، فقال: «نَوْرِزُونَا كُلَّ يَوْمِ»، وفي رواية: كان في يوم المِهرجان، فقال: «مَهْرِجُونَا كُلَّ يَوْمِ».
وَكَلَّمَهُ ابُنُ هُبَيْرَةُ عَلَى أَنْ يَلِيَ القَضَاءَ، فَأَبَى، فَضَرِبَهُ مِائَةَ سَوْطٍ وَعَشَرَةَ أَسْوَاطٍ، كُلَّ يَوْمٍ عَشَرَةَ أَسْوَاطٍ، فَصَبَرَ وَامْتَنَعَ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ خَلَّى سَبِيلَهُ.
واشتغل بطلب العلم وبالغ فيه حتى حصل له ما لم يحصل لغيره. ودخل يومًا على المنصور فكان عنده عيسى بن موسى، فقال للمنصور: «هَذَا عَالِمُ الدُّنْيَا اليَوْمَ».
ورأى أبو حنيفة في المنام أنه يَنْبِشُ قَبْرَ رَسُولِ اللهِ - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فقيل لمحمد بن سيرين، فقال: «صَاحِبُ هَذِهِ الرُّؤْيَا رَجُلٌ يُثَوِّرُ عِلْمًا - أي يستخرج علمًا - لَمْ يَسْبِقْهُ إِلَيْهِ أَحَدٌ قَبْلَهُ».
وكان مِسْعَرُ بْنُ كِدَامٍ يقول: «ما أحسد أحدًا بالكوفة إلا رجلين: