وتجميل لكل ما يتعلق بالعقائد والعبادات والمعاملات بحيث يشمل الخلق كل جوانب السلوك الإنساني وهو أعظم ما أعطي العبد من النعم. يقول الرسول صلي الله عليه وسلم لما سئل ما خير ماأعطي العبد؟ قال: [حسن الخلق] (?) وذلك لأنه يزين الإنسان ويضفي عليه قدرا من الجمال والبهاء، ولاريب أن مرتبة الأخلاق تأتي بعد الشهادتين والصلاة، والدين عبادات ومعاملات، فالمعاملات كلها قائمة علي الأخلاق بعد تقوى الله عزوجل.
يقول الرافعي في كتابه (وحي القلم): لو أنني سئلت عن أجمل فلسفة في الدين الإسلامي كلها في لفظين لقلت: إنها ثبات الأخلاق. وتكمن أهمية الأخلاق أن القرآن قدم التزكية التي هي الأخلاق قبل العلم: قال تعالي {كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلو عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم مالم تكونوا تعلمون} (?)
ولقد صدق الشاعر لما قدر بقاء الأمم ببقاء الأخلاق فقال:
وإنما الأمم الأخلاق مابقيت: فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
وقال أحد الحكماء: (ليس هناك حمل أثقل من البر، مَن برَّك فقد أوثقك ومن جفاك فقد أطلقك).
وقال الآخر: (بالخلق تملك العالم).