– عليهما السلام – عليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران1, فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم من المنبر فحملهما ووضعهما بين يديه, ثم قال: "صدق الله {أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ} 2, نظرت إلى هذين الصبيين يمشيان ويعثران فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما" 3.
قال الحسين بن علي - رضي الله عنهما -: سألت أبي عن سير النبي صلى الله عليه وسلم في جلسائه فقال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم دائم البشر, سهل الخلق, لين الجانب, ليس بفظ ولا غليظ ولا صخاب ولا عياب ولا مشاح4 يتغافل عما لا يشتهي, ولا يؤيس منه راجيه ولا يُخيب فيه, قد ترك نفسه من ثلاث: المراء, والإكثار, وما لايعنيه, وترك الناس من ثلاث: كان لا يذم أحداً ولا يعيبه, ولا يطلب عورته, ولا يتكلم إلا فيما رجا ثوابه, وإذا تكلم أطرق جلساؤه, كأنما على رءوسهم الطير, فإذا سكت تكلموا, لا يتنازعون عنده الحديث, من تكلم عنده أنصتوا له حتى يفرغ, حديثهم عنده حديث أولهم, يضحك مما يضحكون منه, ويتعجب مما يتعجبون منه, ويصبر للغريب على الجفوة5 في منطقه ومسألته, حتى إن كان أصحابه ليستجلبونهم6, ويقول: "إذا رأيتم