يأخذ من مال ولده ما شاء ما لم يضر.
وإذا تأملنا في أحوال الناس اليوم, وجدنا كثيراً منهم لا يبر بوالديه, بل هو عاق, تجده يحسن إلى أصحابه, ولا يمل الجلوس معهم, لكن لو يجلس إلى أبيه أو أمه ساعة نهار لوجدته متململاً, كأنما هو على الجمر, فهذا ليس ببار, بل البار من ينشرح صدره لأمه, وأبيه, ويخدمهما على أهداب عينيه, ويحرص غاية الحرص على رضاهما بكل ما يستطيع.
وكما قالت العامة "البر أسلاف" فإن البر مع كونه يحصل به البار على ثواب عظيم في الآخرة, فإنه يجازى به في الدنيا, فالبر والعقوق كما يقول العامة "أسلاف" أقرض, تستوف إن قدمت البر لأبيك وأمك, برك أولادك, وإن قدمت العقوق عقك أولادك.
وهناك حكايات كثيرة في أن من الناس بر والديه فبر به أولاده, وكذلك في العقوق هناك حكايات تدل على أن الإنسان إذا عق أباه عقه أولاده.
ومن مكارم الأخلاق أيضاً صلة الأرحام: وهناك فرق بين الوالدين, والأقارب الآخرين, فالأقارب لهم الصلة, والوالدان لهما البر. والبر أعلى من الصلة, لأن البر كثيرة الخير والإحسان, لكن الصلة ألا يقطع, ولهذا يقال في تارك البر: إنه عاق, ويقال فيمن لم يصل: إنه قاطع!