ذكرنا أولاً حسن الخلق يكون بالطبع ويكون بالتطبع, وأن حسن الخلق بالطبع أكمل من حسن الخلق بالتطبع وذكرنا لذلك دليلاً وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم للأشج بن عبد القيس: "بل جبلك الله عليهما" 1.
وكذلك لأن حسن الخلق بالطبع لا يزول عن الإنسان لكن حسن الخلق بالتطبع قد يفوت الإنسان في مواطن كثيرة, لأنه يحتاج إلى ممارسة وإلى معاناة وإلى رياضة ومجاهدة, وإلى تذكر ذلك عند حدوث كل ما يثير الإنسان. ولهذا جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه الصلاة والسلام, فقال: يا رسول الله أوصني قال: "لا تغضب". فردد مراراً. قال: "لا تغضب" 2 وقال النبي عليه الصلاة والسلام: "ليس الشديد بالصرعة, إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب" 3.
والصرعة: والذي يصرع الناس كهُمزة, ولًمزة. فهمزة الذي