وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهى فَلهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} 1. فتوعد من عاد إلى الربا بعد أن جاءته الموعظة, وعلم الحكم, توعد بالخلود في النار, والعياذ بالله, بل إنه توعده في الدنيا أيضاً بالحرب فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مؤمنين , فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} 2. هذا يدل على عظم هذه الجريمة وأنها من كبائر الذنوب والموبقات.
فالمؤمن يقبل هذا الحكم بانشراح ورضا وتسليم, وأما غير المؤمن فإنه لا يقبله, ويضيق صدره به, وربما يتحيل عليه بأنواع الحيل, لأننا نعلم أن في الربا كسباً متيقناً وليس فيه أي مخاطرة, لكنه في الحقيقة كسب لشخص وظلك لآخر ’ ولهذا قال الله تعالى: {وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ} 3.
ثالثاً: ومن حسن الخلق مع الله تعالى: تلقي أقدار الله تعالى بالرضا والصبر.
وكلنا نعلم أن أقدار الله عز وجل التي يجريها على خلقه ليست كلها كلائمة للخلق بمعنى أن منها ما يوافق رغبات الخلق ومنها ما لا يوافقهم.
فالمرض مثلاً: لا يلائم الإنسان, فكل إنسان يحب أن يكون صحيحاً معافى.