- صلى الله عليه وسلم - واتبع سلوكه الحكيم، وكل سلوكه حكيم - صلى الله عليه وسلم - وكيف لا يكون كذلك وهو الذي بعثه الله رحمة للعالمين، متمّماً لمكارم الأخلاق، قال - صلى الله عليه وسلم -: ((إنما بُعثت لأتمِّم مكارم الأخلاق)) (?).

وسُئلت عائشة رضي الله عنها عن خُلُقِهِ، فقالت: ((فإن خُلُقَ نبي الله - صلى الله عليه وسلم - كان القرآن)) (?).

ولنا فيه خير أسوة، {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ الله أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} (?)، فحريٌّ بالداعية أن يلتزم سلوكه، وبذلك يكون حكيماً في دعوته، موافقاً للصواب بإذن الله تعالى.

المسلك الثاني: أصول السلوك الحكيم:

لقد جعل الله - عز وجل - للسلوك الحكيم قواعد عظيمة، إذا التزمها الداعية إلى الله - عز وجل - كان ذلك من أسباب توفيق الله له، واكتسابه الحكمة، ومن أجمع الآيات في هذا الشأن، قوله تعالى: {إِنَّ الله يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} (?).

وهذه الآية من أعظم قواعد السلوك الحكيم وأصوله العظيمة، فهي جامعة لجميع المأمورات والمنهيات، لم يبق شيء إلا دخل فيها، وهذه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015