أعظم مقومات الداعية الناجح، وما أكثر الصور التطبيقية التي فعلها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه الكرام - رضي الله عنهم - في مجال الحلم في الدعوة إلى الله تعالى فدخل الناس في دين الله أفواجاً بفضل الله تعالى ثم بتطبيق هذا المقوم العظيم.

والحلم له طرق يكتسب بها إذا سلكها الداعية كان حليماً وموفقاً.

6 - إن الأناة من أعظم مقومات الداعية الناجح، وهي من صفات أصحاب العقل والرزانة، بخلاف العجلة فإنها من صفات أصحاب الرعونة والطيش، وهي تدلّ على أن صاحبها لا يملك الإرادة القوية التي تضبط نفسه؛ فإن الأناة عند الداعية تجعله يحكِّم أموره ويضع الأشياء مواضعها، والتثبت في الأمور الواقعة وفي الأخبار الواردة حتى تتضح وتظهر، والاستيثاق من مصدرها قبل الحكم عليها أوْ لها: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا} (?) وكم من الصور التطبيقية للأناة في الدعوة إلى الله تعالى التي طبقها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وطبقها مِنْ بعدِهِ أهل العلم والإيمان فنفع الله بها؟

7 - إن الرفق هو لين الجانب بالقول والفعل، والأخذ بالأيسر والأسهل، وحسن الخلق وكثرة الاحتمال، وعدم الإسراع بالغضب والتعنيف والشدة، وهو من أعظم مقومات الداعية الناجح؛ ولهذا قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا يُنزع من شيء إلا شانه)) (?)، وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((يسِّروا ولا تعسِّروا وبشِّروا ولا تنفِّروا)) (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015