وحميد بن ثور، وديوان الهذليين، وتمر الأيام على هذا القسم وتنتابه بين الحين والحين ظروف ضعف وقوة، ونأمل أن يسترد نهضته الأولى1.

المرحلة الرابعة:

رجال برزوا في ميدان التحقيق وأبلوا فيه بلاءً حسنًا، وأحسنوا إخراج تراث أمتهم آية في الإبداع والإتقان، واتباع أهدى وسائل التحقيق مع خبرة بالمخطوطات، وعلم غزير بمعارف الأمة, حتى إن النص المحقق يخرج من بين أيديهم سليمًا من كل سوء لا يخالجك شك في أنه نص مؤلفه.

كل هذه أمانة وتواضع، من شأنه أن يرفع من شأن العلم، ويسمو بقدر هؤلاء الرجال.

1- الشيخ أحمد محمد شاكر:

وهو نجل الشيخ محمد شاكر وكيل الأزهر، ورائد من رواد إصلاحه، وكان من أهل العلم والخبرة بالحديث وعلومه، والتراث وفنونه، واشتغل بجانب ذلك بالقضاء الشرعي، فكان حازمًا صارمًا لا تلين له قناة، استوعب علم المستشرقين النافع في قضية تحقيق التراث، رأيته كثيرًا يتردد على الشيخ محمد حامد الفقي، وهما فرسا رهان، ووقعت بينهما مساجلة على صفحات مجلة الهدي النبوي التي أشرف برئاسة تحريرها الآن، ثم غضب من الشيخ الفقي لأنه حجب إحدى مقالاته حول ابن تيمية، إذ فيها ردود صارمة عليه، فأخرج في بضعة أيام كتيبا قدمه للناس شرح فيه ما بينه وبين الشيخ حامد, رحم الله الجميع.

لقد كان أحد المشرفين على تحقيق التراث في دار المعارف.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015