بداية نشر التراث في العالم العربي:

ظهر التفكير في نشر التراث العربي مسايرًا لظهور المطبعة على الأرض العربية, هذه الآلة التي استحدثها الإنسان1. فأثرت تأثيرًا عميقًا في تاريخ الفكر والحضارة، بل تعدّ نقطة تحول في هذا المضمار.

وكانت أول مدينة في الشرق عرفت الطباعة هي الأستانة، طبعت فيها التوراة سنة 1551، وترجمت للعربية بحروف عبرية2، وكانت أشهر المطابع فيها: مطبعة الجوائب لصاحبها العلامة أحمد فارس الشدياق، وكان يصدر عنها صحيفة الجوائب وبعض الكتب القيمة، وفيها من مؤلفات الشدياق: الجاسوس على القاموس، والساق على الساق فيما هو الفارياق3.

وظهرت الطباعة في لبنان منذ عام 1610م ثم تطورت واتسعت، وكان أشهر مطابعها: المطبعة الكاثوليكية للآباء اليسوعيين، وقد تجردت إلى حد ما عن الصبغة المسيحية، ونشرت جانبًا من أمهات كتب الأدب مثل: نوادر أبي زيد، وفقه اللغة للثعالبي، وديوان الأخطل، وكذلك مطبعة المعارف للبستاني سنة 1867، وصدر عنها بعض كتب الأدب والتراث.

وفي العراق أول مطبعة ظهرت فيه كانت سنة 1830، وظهرت بصورة واضحة سنة 1856 بعد أن أسس الرهبان مطبعة كاملة بالموصل.

وأنشئت أول مطبعة بفلسطين سنة 1830، وفي اليمن سنة 1788, وفي الحجاز سنة 1882، وفي عمان بالأردن سنة "1822"4.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015