تُعَدُّ هذه الرسالة من كتب الافتتاحيات كما نبّهت عليه في المقدمة، ويبدو أن الحافظ السِّلفي هو أول من شَهَرَ هذا اللّون من التصنيف بين المحدثين، إذ له مقدمة أخرى على كتاب معالم السنن للخطابي (?).
وممن حذا حذوه في هذا الحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي (ت 842 هـ) حيث ألف كتاب: "افتتاح القاري لصحيح البخاري" (?)، وكذلك ألّف الحافظ السيوطي (ت 911 هـ): "رفد القاري بما ينبغي تقديمه عند افتتاح صحيح البخاري" (?)، ثم كثر تصنيف الافتتاحيات عند المتأخرين؛ لاسيما على صحيح البخاري.
وتعتبر كتب الافتتاحيات مرجعاً مهماً في دراسة مناهج المصنفين؛ إذ يتضمن كثير منها خلاصة الاستقراء لتلك المناهج,. كما أنها مصدر لا يستغنى عنه فيما يتعلق بتراجم العلماء، ومعرفة أسانيد الكتب ومدى انتشارها واهتمام الناس بها.
ومقدمة إملاء الاستذكار التي أتشرف بتحقيقها وإخراجها اليوم تؤرخ لجانب من النشاط العلمي في القرن السادس الهجري، وتكشف عن جهود عالم