وروح بن عبد المؤمن، ومحمد بن المتوكل المعروف برويس، وأبو حاتم السجستاني، وفهد بن الصقر، وحميد بن الوزير، والمنهال بن شاذان، وأبو بشر القطان، ومسلم ابن سفيان المفسر، ومحمد بن وهب الفزاري، وعبد الله بن بحر الساجي، وعبدان ابن يحيى، وداود بن أبي سالم، والوليد بن حسان وغيرهم (?) كما وجد في تأليف الكتب وتدوين العلم فيها وسيلة نافعة لأن الطلبة يحرصون على نسخها وحفظها ونشرها بين الناس وفي ذلك إحياء للعلم وإيقاظ للهمم، فألف كتابه الجامع الذي ذكر فيه اختلاف وجوه القراءات ونسب كل حرف إلى من قرأ به، وكتاب وقف التمام وغير ذلك (?).
وكان يعقوب رحمه الله حريصا على تلاوة القرآن بإتقان وإحكام، فعرضه ختمات كثيرة على عدد من العلماء؛ بالتحقيق تارة وبالحدر تارة ليطمئن على سلامة أدائه وحسن تجويده وفي هذا يقول: «قرأت على سلّام الطويل القرآن في سنة ونصف، وقرأت على شهاب بن شرنفة المجاشعي في خمسة أيام» (?).
فقراءته في سنة ونصف تدل على تؤده وأناة وتحقيق، وقراءته في خمسة أيام تؤكد إتقانه وقدرته على القراءة المحققة في الحدر، على حد قول ابن مجاهد حين سئل: من أقرأ الناس، فقال: من حقق في الحدر» (?).
وقد كتب لقراءة يعقوب أن يتداولها الناس ويقرءوا بها مدة طويلة وفي هذا يقول الداني: «وائتم بيعقوب في اختياره عامة البصريين بعد أبي عمرو فهم أو أكثرهم على مذهبه» (?).
وكان يعقوب صاحب جاه ومكانة، حيث عرف له الناس قدره وأكرموه لعلمه وورعه حتى بلغ من جاهه أنه كان يحبس ويطلق (?).
ومن أحسن ما قيل في مدحه شعرا. قول أبي الحسين الأديب (?):