- كان أبو جعفر رجلا صالحا عابدا زاهدا كثير العبادة، كان يصوم يوما ويفطر يوما يروّض نفسه على العبادة، وكان يصلي في الليل أربع تسليمات يقرأ في كل ركعة بالفاتحة وسورة من طوال المفصل، ويدعو عقيبها لنفسه وللمسلمين ولكل من قرأ عليه وقرأ بقراءته بعده وقبله (?).
- إسناد قراءته: قرأ أبو جعفر على ابن عباس وأبي هريرة وعبد الله بن عياش، وقرأ هؤلاء على أبي بن كعب، وقرأ أبي على رسول الله صلّى الله عليه وسلم، كما قرأ أبو جعفر على خباب بن الأرت ... وقيل إنه قرأ على زيد بن ثابت، وسنه تحتمل ذلك (?).
- عن قتيبة بن مهران قال: سألت سليمان بن مسلم بن جماز، فقلت: أقرأت على أبي جعفر وشيبة ونافع؟ قال: نعم، قد قرأت على أبي جعفر وشيبة ونافع، وسألته فقلت له: أتقرأ بقراءة أبي جعفر أو نافع؟ فقال: أقرئ الناس بقراءة نافع، وإذا كنت وحدي فأحبّ إليّ أن أقرأ، بقراءة أبي جعفر (?).
- وفاته: قال سليمان بن جمّاز: شهدت أبا جعفر حين حضرته الوفاة، وجاء أبو حازم الأعرج، ومشيخة معه كانوا من جلسائه، فانكبّوا عليه يصرخون فلم يجبهم، قال شيبة- وكان ختنه على ابنته-: ألا أريكم منه عجبا؟ قالوا: بلى. قال: فكشف عن صدره وإذ دوّارة بيضاء مثل اللبن. فقال أبو حازم وأصحابه: هذا والله نور القرآن (?).
وروى المسيبيّ عن نافع أنه قال: لمّا غسل أبو جعفر القارئ نظروا فإذا ما بين نحره إلى فؤاده مثل ورقة المصحف، فما شك أحد أنه نور القرآن (?).
وروي عن سليمان بن أبي سليمان العمري قال: رأيت أبا جعفر القارئ على الكعبة (أي في المنام)، فقلت: أبو جعفر؟ قال: نعم، أقرئ إخواني السلام، وأخبرهم أن الله تعالى جعلني من الشهداء الأحياء المرزوقين، وأقرئ أبا حازم