الفصل الثالث التعريف بالقراء العشرة ورواتهم تحدثنا في الفصل الثاني من هذا الكتاب عن مفهوم علم القراءات ونشأته ومراحله وشروط القراءة الصحيحة، وأنواع القراءات، وسيكون الحديث في هذا الفصل عن القراء العشرة ورواتهم إذ يجدر بالدارس أن يعرف طرفا من سيرة هؤلاء الأعلام الكبار الذين اتفق العلماء على اختيارهم من بين مئات بل ألوف القراء لأن كلّا منهم «ممن اشتهرت إمامته، وطال عمره في الإقراء وارتحال الناس إليه من البلدان» (?) إضافة إلى اشتهارهم بالثقة والأمانة وحسن الدين وكمال العلم، وإجماع أهل عصرهم على عدالتهم فيما نقلوا، والثقة فيما قرءوا ورووا، ولم تخرج قراءاتهم عن خط المصحف (?).
: اسمه ونسبه: أبو عبد الرحمن الليثي مولاهم، المدني إمام أهل المدينة في القراءة وأحد القراء السبعة الأعلام.
أصله من أصبهان، كان أسود اللون حالكا، صبيح الوجه حسن الخلق فيه دعابة.
- شيوخه: أخذ القراءة عرضا عن جماعة من تابعي أهل المدينة؛ عبد الرحمن ابن هرمز الأعرج وأبي جعفر يزيد بن القعقاع، وشيبة بن نصاح، ويزيد بن رومان ومسلم بن جندب، وصالح بن خوّات والأصبغ بن عبد العزيز النحوي وعبد الرحمن ابن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، والزهري.