القراء واستخرج منها أسماء الأئمة الذين قرءوا بالقراءات في العصور المتعددة لبلغ العدد المطلوب للتواتر وزاد عليه، ونسبة القراءة إلى نافع مثلا لا يعني اقتصارها عليه بل هو المختار لتمثيل هذه القراءة من بين الآلاف الكثيرين الذين يقرءون بها، ويرجع السبب في اختيار هؤلاء دون غيرهم إلى ملازمتهم تلك القراءة، وتجردهم للإقراء وإفنائهم أعمارهم في هذا العلم، مع الثقة والعدالة وحسن السيرة، فإضافة القراءة إليهم: «هي إضافة اختيار ودوام ولزوم لا إضافة اختراع ورأي واجتهاد» (?).

الشبهة الثانية: أن مصدر اختلاف القراءات رسم المصحف:

حيث كان المصحف خاليا من النقط والشكل وطبيعة رسم بعض كلماته بالحذف أو بالزيادة أدت إلى اختلاف أوجه قراءة ألفاظه، فالرسم- عند مثيري هذه الشبهة- هو الذي حدا بابن عامر إلى أن يقرأ (شركائهم) مجرورة بدلا من أن يقرأها شُرَكاؤُهُمْ لأنها هكذا في المصحف (?)، واعتمادا على موافقة الرسم قرأ بعض القراء: (سأورثكم) بدلا من سَأُرِيكُمْ (?) إلى غير ذلك من الأمثلة (?).

الرد على هذه الشبهة:

أن هذا الزعم يرده الواقع، فاختلاف القراءات مصدره التلقي عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم وليس رسم المصحف، حيث لم يكونوا يعتمدون على الكتابة أصلا، وحين كتب عثمان المصاحف وأرسلها إلى الأمصار الإسلامية بعث مع كل مصحف قارئا ليعلم الناس القراءة الصحيحة (?)، ولو كان جائزا للناس استخراج القراءات المختلفة من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015