والحرف، القسم الثاني: مصطلحات قديمة، وبقيت مستعملة في زماننا، ولكن معناها قد تغير مثل مصطلح الاختيار، فقد كان يعنى في الأزمنة الأولى اختيار رواية وتلق وأداء، بخلاف معنى هذا المصطلح في زماننا: فإنه يعني أصل الأخذ بالرخصة الواردة في الأحاديث الواردة في الأحرف السبعة، وأنه اختيار أداء وقراءة، لا اختيار رواية، القسم الثالث: مصطلحات قديمة، واندثرت، ولم يبق لها وجود، كقراءة العامة، القسم الرابع: مصطلحات لم تكن موجودة من قبل، ولكنها نشأت متأخرة نظرا لنشوء المصطلحات في كافة الفنون، ومنها: مصطلح توجيه القراءات، تحرير القراءات، وغيرهما كثير، مما يتطلب من الكاتبين في تراجم القراء أن يحللوا كل مصطلح من هذه المصطلحات، ويوضحوا معناها، وموقع هذا المصطلح من علم القراءات قديما وحديثا.
4 - تحليل النصوص التي أوردها الإمامان الذهبي، وابن الجزري، واستخراج المصطلحات القرآنية والمتعلقة بعلم القراءات، وتدوينه، وبيان معانيها، والوقوف على معاني هذه النصوص والتعليق عليها بما يزيل إيهام بعض العبارات فيها، واستنتاج منهاج القراء في القراءة والإقراء.
5 - نفي الشبهات الواردة على بعض هذه النصوص، فبعض النصوص قد يفهم منها معنى غير مراد، كاختيار بعض القراء رواية معينة، أو اختيارها بسبب وجاهتها في العربية، ومن ذلك ما ذكر عن الإمام أبي عمرو بن العلاء، «قال اليزيدي:
كان أبو عمرو قد عرف القراءات، فقرأ من كل قراءة بأحسنها، وبما يختار العرب، ومما بلغه من لغة النبي صلّى الله عليه وسلم وجاء تصديقه في كتاب الله عز وجل» (?) فهذا النص يشير إلى مصطلحات وإشكالات ينبغي تجليتها والوقوف على معناها، وهي بلا ريب تتطلب توجيها وتفصيلا، كقراءة أبي عمرو بأحسن القراءات، فما الحسن المقصود هنا، وما علاقاته بالرواية والتلقي، وما موقف القراء من هذه القضية شكلا ومضمونا، كل هذه تساؤلات على الباحثين المعاصرين الإجابة عنها بما هو متعارف عليه في قواعد علم القراءات ...