وثانيهما: أنه أضاف كثيرا من الإضافات النوعية فيما يتعلق بمحتوى المادة العلمية التي يحسن أن يدرسها الطلبة ويلمّوا بمعرفتها في هذا العلم، كالتعريف بأصول القراءات، وبالأصول التي يقرأ بها القراء العشرة، وكالمؤلفات في علم القراءات والعلوم المتصلة به، وأقسامها، والإشارة إلى بعض الشبهات التي أوردت على القراءات والرد عليها.
وكان من دوافع تأليف هذا الكتاب أن المدرّس لعلم القراءات لا يجد في المكتبة الإسلامية كتابا يجمع هذه المباحث ويعرضها بطريقة علمية ميسرة قريبة، بل كان مضطرا لمراجعة العديد من الكتب واختيار مباحث وصفحات من كل منها، وفي هذا ما فيه من المشقة على الطلبة والمدرّس في آن.
أما أسلوب الكتاب فقد كان سهلا واضحا إلى حد كبير، وبين أبحاثه ولغته انسجام رغم اشتراك ثلاثة في تأليفه وصياغته. وسيجد القارئ الكريم أن الكتاب يتسم بمنهجية البحث العلمي الجاد، والتوثيق الصحيح، وتنوع وغزارة المصادر والمراجع، وتحرير القول في كثير من المواضع التي كثر فيها الخلاف بين العلماء.
وكشأن أي جهد بشري، نعترف عن يقين أننا لن نبلغ الكمال مهما حاولناه، وقد نختلف في الرأي مع بعض القارئين الكرام، ونرجح ما يضعفه غيرنا، ولا بأس بذلك ولا ضير، فاختلاف الرأي لا يفسد للودّ قضية، وحسب الباحث أن يكون موضوعيا في التزامه الرأي الذي يقود إليه الدليل ويهدي إليه البرهان العلمي والنقل الصحيح.
ونرحّب بكل توجيه جاد وتنبيه على ما في الكتاب من أخطاء، لا بد من وجودها رغم المراجعة الكثيرة، والرغبة الصادقة في تجنبها، وعسى أن يتم استدراك ما يصلنا من تنبيهات القراء الكرام في طبعات لاحقة.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم المؤلفون