الذين يختلفون لم يرحمهم الله عز وجل.
والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول كما في "صحيح البخاري" من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: سمعت رجلاً قرأ آيةً وسمعت النّبيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقرأ خلافها، فجئت به النّبيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأخبرته، فعرفت في وجهه الكراهية وقال: ((كلاكما محسن، ولا تختلفوا فإنّ من كان قبلكم اختلفوا فهلكوا)).
فالاختلاف هلكة ويغذيه أعداء الإسلام، وتغذية المخابرات الخبيثة، ويجب على طلبة العلم أن يتبرءوا إلى الله من الحزبية، نقول هذا حتى بحت أصواتنا مشفقين على طلبة العلم أن تضيع أعمارهم في الحزبية، وأن تضيع أعمارهم في (قال فلان، قال فلان) نحن نريد (قال الله، قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم) ورب العزة يقول في كتابه الكريم: {إنّما المؤمنون إخوة (?)}، ويقول: {واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرّقوا (?)}، ويقول: {إنّ الّذين فرّقوا دينهم وكانوا شيعًا لست منهم في شيء إنّما أمرهم إلى الله (?)}.
فالأمر خطير؛ الحزبية فرقت المسلمين، فرب شخص يكون حافظًا للقرآن مبرزًا في السنة، وبعد أن تتدنس فكرته بحزبية فإذا هو قد أصبح من جملة العامة، ربما يحلق لحيته ويلبس البنطلون ويكون مخزّنًا (?) مدخنًا،