والصالحون هم الذين يحضرون المريض وقت الموت؛ لأن الصالحين بطبيعتهم سيقعدون عند المريض، وقد يقوم أحدهم يرقيه، لكن الرجل مع الرجل والمرأة مع المرأة، لا أن توصي لي بنت عمتك بذلك، وتقول: هذه مثل أختي، فليست مثل أختك، بدليل: أنه يصلح أن تتزوجها إن لم يكن لها زوج، واسمك في الفقه: أجنبي، فلا تسلم عليها ولا تختل بها، ولا تقل: أنت تأتي لنا بأشياء غريبة، فهذه أمور ليست بغريبة لكن تجهلها، فلا يحل لك أن تصافحها كل يوم في الشغل، وتقول: الناس يسلمون على بعضهم، نقول: سلم لكن من بعيد إلى بعيد، فتقول: السلام عليكم، وتغض البصر، ولا تقل: هي مثل أختي، وأنا قاعد معها أكثر مما أقعد مع امرأتي، لأن هذه هي أصل المشكلة، فالمصيبة أتت من هنا، فما الذي جعلك تستصغر النعمة التي منّ بها ربنا عليك وهي امرأتك؟ فلا تعمل مقارنة، فتنظر إليها على أنها أفضل وأحسن من زوجتك في لبسها وجمالها وما إلى ذلك فإن الشيطان هو الذي يزين لك ذلك، ويريد منك أن تستقل نعمة الله عندك.
وكذلك العكس، أي: المرأة عند أن ترى الرجل جديداً وجميلاً تزدري زوجها.
والمصيبة أنه حتى التي ليست موظفة دخلوا لها من تحت الباب، من التلفزيون، فتفتح التلفزيون وتتابع البطل، والبطل طبعاً معه بطلة التي هي امرأته في الظلم، فيقبلها ويعانقها، فيحصل بذلك من الفتنة الشيء الكثير، وهذه من البلاوي التي جاءت من طريق التلفزيون.
وقد ترجع إلى بيتك وأنت متعب تريد أن توسع على عيالك، فتأتي الزوجة بجوارك، فإذا أردت أن تذهب إلى النوم في الساعة الواحدة إلا ربع قالت الزوجة: الآن نبدأ السهرة، تقول: سهرة ماذا يا امرأة؟ فمتى سينامان؟ ومتى سيستقظان لصلاة الفجر؟ ويأتون للمرأة بأناس ذوي جمال كيما تقارنك بهم، وكذلك يأتون بنساء فاتنات متبرجات كيما تقارنهن بزوجتك، فيحصل الشقاق والفراق.
ولو تأملت في سيرة أمي وأمك، وجدتي وجدتك، لوجدت أنهن كن راضيات بأزواجهن، وكانت البركة حالة بينهم، لأنه لا يوجد أمامها إلا هذا الرجل، فلا ترى من رجال الدنيا إلا زوجها فلاناً، فهذا كان في أدمغتهن، وكان هذا بالفطرة السليمة، ولما كانت إحداهن عندها دين، كانت عندما تأتي لتسلم على أي رجل تجعل يدها في ثوبها أو في خرقة والرجل كذلك كان يجعل يده في طرف جلابيته، أو في منديل ويسلم عليهن، أو يمد كمه على يده.
وكان الرجل عندما يتزوج يذهب ويتفق مع الرجل أبي البنت، ويتكلم الأب ويقول كلمة لا روغان فيها، ويقول: يا بني! أعطيتك كلمة، أما في هذا الوقت فقبل أن يعطي كلمة يقول: دعني أنظر رأي قوات التحالف من الداخل، فتجد الجواب عندك كعاصفة الصحراء، أن الحكاية خربت.
المهم: أن المسلم قديماً كان في دعة وفي هدوء نفس، وفي راحة بال وسكينة؛ لأنه ما كانت هناك مقارنات.