نشرع الآن في أحكام الجنائز، وسنعرف أركانها، وطريقتها، وكيف كان يصليها الرسول، ولو دخلت كذا جنازة أو كذا ميت فمن الذي يبقى قريب الإمام؟ أم نصلي على واحد واحد؟ بادئ ذي بدء نقول: عندما يموت الميت يقول أهل العلم: إن الروح تستعد لمغادرة البدن، بدليل أنها تشعر بأشياء، ولما ينزل الموت وتخرج الروح يشعر الناس أنه قد كان يشعر بأحاسيس توحي له أنه سوف يموت.
فنحن قبضة من تراب الأرض ونفخة من روح الله، ولم يأمر الله الملائكة بالسجود لأبينا آدم إلا بعد أن نفخ فيه من روحه، فالسر الذي فيك هو بعد النفخ.
وأنت كل يوم تموت، لكن لا تشعر، فعندما تنام تكون في صورة من صور الموت، ولذلك أول ما تفتح عينيك تقول: (الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور)، وتنطق بالشهادتين تقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، والذي يتعود على هذا أول ما نلحده في القبر ويأتي -إن شاء الله- يوم النفخ في الصور النفخة الثانية، أول ما يفتح عينيه وتعود الروح إلى بدنه ينطق بالشهادتين، ويحسب في زمرة الموحدين، اللهم احشرنا في زمرة الموحدين يا رب العالمين.