إن للابن حقاً عليك وهو: أن تعلمه أولاً وأخيراً الإسلام، فكما أنك حريص على نجاحه في الدراسة، وعلى قبوله في المدرسة كذلك تكون حريصاً جداً على أن تعلمه القرآن وتأتي بمن يحفظه كتاب الله.
فإن قيل: هل لي ثواب إذا كنت لا أحفظ القرآن وأتيت بمن يعلم ابني القرآن ويحفظه؟ ف
صلى الله عليه وسلم نعم، يقف الابن الحافظ للقرآن على باب الجنة ويرفض أن يدخل إلا بصحبة أبيه وصحبة أمه، فيدخلان معه، فيقول الله: أرضيت يا عبدي؟! فيقول: لا، أعطهما من فضلك بفضل ما علماني القرآن، فيقول الله لجبريل: ألبسهما حلة الشرف وتاج الكرامة، إن عدد درجات الجنة كعدد آيات كتاب الله، فالقرآن 6236 آية، وعدد درجات الجنة 6236 درجة، فكلما قرأ حافظ القرآن آية ترقى درجة، حتى تكون منزلته عند آخر آية يقرؤها.
فطوبى للذي يحفظ القرآن ويعمل به، اللهم اجعلنا من الحافظين لحروفه، والعاملين بحدوده، والمقيمين له آناء الليل وأطراف النهار، ولا تجعلنا من الذين يهتمون برسمه فقط وبتلاوته فقط، وإنما تلاوة وعملاً يا أكرم الأكرمين! آمين يا رب العالمين! القرآن يا إخواننا فيه أسرار وعجائب، وفيه أشياء عظيمة لا يعلمها إلا من رزقه الله حب تلاوة كتاب الله وحفظه، يقول صلى الله عليه وسلم: (لاعبه سبعاً، وأدبه سبعاً، ثم اترك له حبله على غاربه) فتصاحبه حين يكون عمره أربع عشرة سنة، وهذا السن هو سن المراهقة، وسن المراهقة هو سن التغير الفسيولجي للولد، فالأب يصاحب ابنه، والأم تصاحب ابنتها، والبنت لا تأخذ النصيحة من زميلاتها، وإنما تأخذ النصيحة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
فيا أخي المسلم! إن بداية هلاك أولادك بهلاكك أنت إذا كنت تدخن، فابدأ بنفسك أولاً في الإقلاع عن التدخين، وقد قام المكتب القومي بإحصائية للتدخين والمدخنين فوجدوا الآتي: أن المصري الذي لا يدخن يدخن رغم أنفه كل يوم ثلاث عشرة سيجارة، والمدخن يأخذها من الفلتر منقاة، وللأسف بعد أن تدخل السموم في رئتي المدخن يخرجها مسممة، فلا يضر نفسه فقط، بل يضر معه من لا يدخن، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا ضرر ولا ضرار)، كما أنه لا يمكن لأحد أن يتصدق بسيجارة ويقول: هذه سيجارة لله؛ لأنك لا تريد أن تتصدق بشيء أنت مشكوك في أمره، قأؤكد قائلاً: إن التدخين حرام، إن التدخين حرام، إن التدخين حرام، وأجمع على تحريمه علماء زادوا عن الخمسمائة في مؤتمر للإعجاز العلمي في القرآن الكريم، وفي عام 1987م أقر العلماء في هذا المؤتمر جميعاً حرمته، وذلك بعد أن وضح علماء الطب والبيولوجيا أضرارها، وأحالوها لعلماء الفقه، فأقر علماء الفقه جميعاً من دون استثناء حتى المدخنين منهم على تحريمه اللهم تب على كل مدخن يا رب! فاجعل من نفسك قدوة صالحة في البيت، واعلم أن القميص الأبيض إذا نفخت فيه دخاناً من سيجارتك فإنك تغير لون القميص، فكيف بالرئتين التي جعل الله لها شعباً كي تأخذ الأكسجين المنقى وتضخه، وتفصل الدم المؤكسج إلى دم غير مؤكسج، ألا يكفينا تلوث السيارات وتلوث البيئة التي نحن فيها، وتلوث الأخلاق؟ فإننا نريد أن نعدل الأخلاق، ثم نعدل الأشياء المادية، اللهم تب علينا جميعاً يا أكرم الأكرمين!