في سورة الجن قال الجن: {وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا} [الجن:10].
فقوله: {أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا} [الجن:10] الرشد والخير والإرادة منسوبة إلى الله، وقوله: {وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الأَرْضِ} [الجن:10] أريد: فعل مبني للمجهول، فما تجرءوا أن يقولوا: أراد ربك شراً بمن في الأرض.
وانظر إلى أدب النبي صلى الله عليه وسلم في سيرته العطرة وهو يدعو الله ويقول: (وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت) يعني: أنا على عهدك ووعدك على قدر استطاعتي، فمقدرتي أن أقوم الليل كله، أو نصفه أو ثلثه، وهذا أدب.
ومن الأدب العالي جداً يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (اللهم إني ألجأت ظهري إليك، ووجهت وجهي إليك، رغبة ورهبة إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت).
انظروا إلى الأدب في قوله: ألجأت ظهري إليك، شخص ألجأ ظهره لله هل يستطيع أحد أن يضربه، ويقال: من له ظهر لا يضرب على بطنه، فما بالك بالذي ألجأ ظهره إلى الله؟!