أول حق لابنك أو لابنتك عليك كما قلنا من قبل: أن تختار له الأم الصالحة، فهو حق يتعلق برقبتك يوم القيامة، ويقول لك: أبي أين حقي في الأم الصالحة؟ ويستحب البشارة بالابن أو البنت، قال تعالى: {فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ} [الصافات:101]، وقال تعالى: {يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ} [مريم:7]، فالتبشير يكون بالشيء مستحب.
دخل رجل على الحسن البصري فقال: ليهنك الفارس يا أبا سعيد! يعني: هنيئاً لك بالفارس، فضحك الحسن فقال: ما أدراك أفرس هو أم حمار؟ وكان عياش بن أبي ربيعة رجلاً خطيباً، فقالت له عمته: يا عياش! أريد أن أزوج ابنتي فتعال وقل خطبة النكاح، فلما جيء بها لم يستطع أن يتكلم، فقال: قال صلى الله عليه وسلم: (لقنوا موتاكم لا إله إلا الله)، فقالت أم البنت: أماتك الله يا رجل! أتيت بك لتخطب خطبة النكاح فتقول: (لقنوا موتاكم لا إله إلا الله)؟! إذاً: لابد أن يختار الأب لابنه الأم الصالحة، فإذا جاء الولد يسميه اسماً طيباً، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن أسماء معينة تدل على التبشير أو التنفير.
فقد نهى صلى الله عليه وسلم عن اسم رباح، ويكره أن تسمى ولدك محسناً.
وكثير من الناس يسمون بناتهم بأسماء لا يفهم معناها مثل: رولا، وبعضهم يسمي بناته بأسماء غير جيدة مثل: ناهد، ونهاد، وميادة، وقد كره الفقهاء هذه الأسماء؛ لأنها أسماء لها معانٍ ليست طيبة، بل تدل على الميوعة، فاختر لبناتك أسماء لطيفة، والأسماء كثيرة والحمد لله رب العالمين، فإن اللغة العربية واسعة في مسألة الأسماء.
دخل رجل على عمر بن الخطاب فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين، قال: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، ما اسمك يا رجل؟ قال: اسمي حرقة، قال: ابن من؟ قال: ابن ضرام، قال: من أين جئت؟! قال: من ذات اللظى، قال: أين ذات اللظى؟ قال: في حرة واقد، قال: الحق أهلك فقد احترقوا، فرجع فوجد الخيمة قد اشتعلت.
وتعرف الجاحظ أديب العربية على رجال أسماؤهم أسماء جهنم، فقال: وأين مالك؟ قالوا له: ومن مالك؟ قال: ألستم خزنة جهنم؟!! ويذكر أن امرأة أنجبت طفلاً وسمته غضبان، وكان كثير الغضب، وكانوا يعيرونه بهذا الاسم، فانتحر ومات؛ لأنه غضبان.
فاختر لابنك اسماً جيداً، والأسماء ميسورة لكن ليس كل اسم في القرآن يسمى به، فلا يمكن أن تسمي ولدك أبا لهب، فليس كل اسم في القرآن نسمي به، وليس كل ما تقرأه في كتب اللغة أو في كتب التراث أو في كتاب الله يصلح أن يكون اسماً؛ لأن من أجداد النبي صلى الله عليه وسلم كلاباً وكعباً ومرةً، ونهى النبي عن اسم مرة أيضاً.