والنوع الثالث: من عنده إخلاص، ولكن لا توجد عنده متابعة، فنيته صادقة، ولكن لا توجد عنده متابعة.
ومثال هؤلاء كمن يرزقه الله بولد، فهو مخلص في حبه لابنه، ولذا يهزه حتى يأتي له ارتجاج في المخ، ويضربه حتى يأتي له صمم.
قال الحبيب صلى الله عليه وسلم: (لا يكن أحدكم إمعة، يقول: إن أحسن الناس أحسنت وإن أساءوا أسأت، بل وطنوا أنفسكم، إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن أساءوا أن تجنبوا إساءتهم).
فالرجل من هؤلاء قد لا يجد ما يأكل، ويأخذ من الشئون الاجتماعية مرتباً، وقد تسأل عنه فيقال لك: إنه عمل عيد ميلاد لابنه أو لابنته.
فهو إمعة يعمل عيد ميلاد، ويعمل ذكرى سنوية، وبعض هؤلاء تجده يقول لصاحبه: أنا أعرف أنك خاطب، فيقول له: من أين عرفت؟ فيقول له: الدبلة في يدك اليمين، ويقول له: لقد تزوجت، فيقول: من أين عرفت؟ فيقول: الدبلة في يدك الشمال.
وهذه بدعة منكرة ما أنزل الله بها من سلطان، ومن استن بسنة قوم حشر معهم يوم القيامة، ولذلك كان سيدنا عمر يقول: اللهم لا تجعل لفاجر علي نعمة حتى لا أحبه.
فلو أن شخصاً نصرانياً صنع لك معروفاً، وأخاك المسلم يؤذيك فإنك تحب الكافر؛ لأن النفوس جبلت على حب من أحسن إليها، وكراهية من أساء إليها.
فلو ربينا أبناءنا على الإخلاص والمتابعة لفعلنا شيئاً عظيماً.