والأعمال بالنيات، ولذلك رويت قصة في زمن موسى عليه السلام في النية عجيبة، وإننا في دروس العلم نريد أن نصحح أمر العقيدة؛ لأن الذي حفظ المصريين ومصر هو وتد الإسلام، ولو أن الوتد مال لزعزع الإسلام كله.
فالشعب المصري فيه سر غريب، جاءه الفاطميون ليشيعوه، وبنوا الأزهر من أجل أن يكون منارة للفكر الشيعي، فصار الفاطميون أهل سنة.
وتجد فيهم الفطرة الصافية، حتى المنحرف عندما تذكره بالله تجد عنده استجابة، فالجزار الذي لا يعرف الله عز وجل وميزانه مطفف، واللحمة عنده يملؤها ماءً إذا سمع من يسب الدين في الطريق يخرج بأداة الجزارة.
ففي زمن موسى عليه السلام كان هناك رجل يمشي في زمن المجاعة، فأدخل يديه في جيبه فلم يلق مالاً، ففكر قائلاً: ما هو الذي يوجد عندي في البيت لأخرجه لله؟ فلم يجد، فنظر عن يمينه وعن شماله في جبال من رمال الصحراء، فقال: وعزتك وجلالك لو كانت هذه الجبال طعاماً لوزعتها على عبادك، فقال الله لكلميه موسى: بلغ عبدنا أننا قد قبلنا منه صدقته.
إذاً: (إنما الأعمال بالنيات)، فاللهم أحسن نوايانا.
فأنت يمكنك أن تنوي التوبة وأنت نائم.