والغربيون كلهم يكرهون الإسلام بلا استثناء وبدون نقاش، ونحن نري الناس الإسلام صورة مشوهة، ورجل منا تزوج امرأة أمريكية، وجلس يكلمها عن أبي بكر وعمر وحلاوة الخلق الإسلامي، وكيف كان الرسول صلى الله عليه وسلم يتعامل والمجتمع الإسلامي، فقالت المرأة: أنا أريد المدينة الفاضلة هذه، ثم جاءت إلى القاهرة، ورأت في اليوم الثالث هذا يضرب هذا، وهذا يرفع صوته فقالت له: أين أبو بكر وعمر اللذان تحدثت عنهما؟ وأين الأخلاق التي تحدثت عنها؟ فنحن نظلم الإسلام ونظلم أنفسنا عندما نعرض الإسلام من أخلاقنا عرضاً مشوهاً، فالناس تنظر إلى الإسلام وتقول: أمعقول أن هؤلاء مسلمون، فالتصق الإسلام اليوم بالتخلف وباعتداء المسلم على أخيه المسلم، والكارثة أن الكل يتحدث باسم الإسلام.
وصدام لما اجتاح الكويت قال: أنا سأعيد توزيع الثروات، أفنصبت نفسك بديلاً عن الله عز وجل، كما قال تعالى: {أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [الزخرف:32] فهناك الغني وهناك الفقير، والدنيا دول، وقد بقينا إلى سنة تسعة وخمسين ونحن في مصر نرسل كسوة الكعبة، ونعمل لها زفة، ثم حدث ما حدث في مصر؛ نتيجة لظروف كثيرة، فافتقرت وصارت مدينة وصار أهل الحجاز هم أصحاب المال.
وهكذا الدنيا لا تظل على حال، وإنما يصير الغني فقيراً والفقير غنياً، ولكن الغنى غنى القلب.
ومصر كنانة الله في الأرض، والكنانة هي: الجعبة التي يضعون فيها السهام، فعندما تقول: مصر كنانة الله في الأرض، أي: أن الله سوف يحفظ مصر من سهام الأعداء، وما دامت مصر قوية في الإسلام وبالإسلام فالإسلام قوي في أنحاء العالم كلها، وإذا ضعف الإسلام في مصر ضعف في العالم كله؛ لأن المصري بشر به رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والشاب المصري لن تجد مثله أبداً، فإنك تجد فيه الشهامة والنخوة والإسراع في النجدة، ولا يجلس المريض مع المريض في سريرين متقاربين إلا وتكلما مع بعضهما بالذات النساء، وأنت تأخذ المعلومات في ثلاث ساعات، والمرأة تبرمجها لك في ثلاث ثوان، وتأتي لك بتاريخ حياة الرجل من سلالة أبيه رمسيس الأول بالتفصيل.
والإسلام هكذا، كله ود وحب وحنان، ونحن كمصريين هذه فطرتنا.
أما ما طرأ على المجتمع المصري في هذه الأيام فليست من طبيعتنا، فالحقد والغل والحسد ليست من طبيعة الشعب المصري أبداً، وليست هذه نزعة عرقية، والمسلم واحد في كل مكان، ولكن المصري فيه مميزات ليست موجودة في غيره، وهذا باعتراف هتلر، فقد قال: أنا أريد العقل الألماني والعسكري الإنجليزي والعاطفة المصرية، وأحتل العالم في أسبوع، والحاكم المصري إذا خرجت منه العاطفة صرنا في مصيبة، ولكنها ترجع بسرعة.
نسأل الله أن يجنب بلادنا وبلاد المسلمين كل شر، إن ربنا على ما يشاء قدير.
وكما شهد الخصوم للنبي صلى الله عليه وسلم في وقته فقد شهدوا له وفي وقتنا الحاضر، فهذا فولتير أعظم مفكر في فرنسا وأوروبا يقول: من قال: إن محمداً ليس بنبي فهو كذاب.
وبرناردشو الساخر الأيرلندي الإنجليزي المعروف يقول: لو كان محمد بن عبد الله يعيش بيننا اليوم لحل لنا مشاكل الساعة كلها ريثما عملنا له فنجاناً من القهوة، أي: في خلال عشر دقائق.