أحمد الله رب العالمين حمد عباده الشاكرين الذاكرين، حمداً يوافي نعم الله علينا، ويكافئ مزيده، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم صلاة وسلاماً دائمين متلازمين إلى يوم الدين.
أما بعد: فهذا هو الدرس العاشر من دروسنا حول السيرة العطرة لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنسأل رب العباد سبحانه وتعالى أن ينفعنا بما علمنا، وأن يجعل كل دروسنا خالصة لوجهه الكريم، وألا يجعل للشيطان فيها حظاً أو نصيباً، وأن يثقل بها موازيننا يوم القيامة، وأن يضيء لنا بها على الصراط يوم لا نور إلا نور الإيمان.
اللهم لا تدع لنا ذنباً إلى غفرته، ولا مريضاً إلا شفيته، ولا عسيراً إلا يسرته، ولا كرباً إلا أذهبته، ولا هما ًإلا فرجته، ولا ديناً إلا قضيته، ولا ضالاً إلا هديته، ولا ميتاً إلا رحمته، ولا عيباً إلا سترته، ولا مظلوما ًإلا نصرته، ولا ظالماً إلا قصمته، ولا مسافرا ًإلا غانماً سالماً رددته، ولا طالباً إلا نجحته، ولا ضالاً إلا أخذت بيده إلى صراطك المستقيم، واجعل اللهم خير أعمالنا خواتيمها، وخير أيامنا يوم أن نلقاك، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، واجعل ثأرنا على من ظلمنا.
اللهم استر عوراتنا، وآمن روعاتنا، واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً، اللهم إنا نعوذ بك من الفتن ما ظهر منها وما بطن، اللهم إنها نعوذ بك من الفتن ما ظهر منها وما بطن، واغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين.
إن الذين يواظبون على دروس العلم ومجالس أهل العلم لابد أن يختلف الواحد منهم عمن لا يحضر، فالذي يواظب على درس العلم يجب أن يكون لدرس العلم عنده ثمرة، فيشعل درس العلم في قلبه جذوة الإيمان، فيجعله يحسن التعامل مع الناس ومع رب الناس، أما أن أحضر درس العلم وأظل فاشلاً في معاملتي للناس، سيئاً في معاملتي لخالق الناس وخالقي، فإن درس العلم حينئذٍ يكون حجة علي لا حجة لي؛ لأن المسلم في كل موعظة يستمع إليها وكل درس علم يستفيد منه، ويجب عليه أن يكون لهذا الدرس عنده ثمرة.