ولما رأى عمر بن الخطاب أن الناس ستفتن بـ خالد بن الوليد كشخص عزله، ليس للأسباب التي نقرؤها في كتب التاريخ، ولكن حتى لا يفتتن الناس به، لأن الناس بدأت تفتتن بالشخصيات.
ثم إن المرحلة التي عزل فيها خالد كانت مرحلة تستدعي السلم والمصالحات والمعاهدات، ولم يكن خالد يصلح لهذه المعاهدات، فكل واحد له شخصية وطريقة، فكان أبو عبيدة بن الجراح ومعاوية بن أبي سفيان وعكرمة بن أبي جهل يجيدون التفاوض والسياسات والمعاهدات، وأما خالد فكانت طريقته أو شخصيته مجبولة على القتال وعلى المعركة، فكان يهون عليه في سبيل الله سبحانه وتعالى ما يلاقي رضي الله عنه، ورغم ذلك مات على فراشه وقال: ما من موضع في جسدي إلا وفيه ضربة بسيف أو طعنة برمح، وهأنذا أموت على سريري كما يموت البعير، فلا نامت أعين الجبناء.
وإذا لم يكن من الموت بد فمن العجز أن تموت جباناً وقال أبو بكر رضي الله عنه: احرص على الموت توهب لك الحياة.
وقس على وزنها: احرص على الآخرة توهب لك الدنيا والآخرة، واحرص على الدنيا فلن تأتيك لا الدنيا ولا الآخرة، فلو حرصت على الآخرة لآتاك ربنا الدنيا والآخرة؛ لأن الله عنده مفاتح الغيب، ومفاتح الدنيا والآخرة.
اللهم! إن أحييتنا في الدنيا فأحينا على الاستقامة، وإن أمتنا فأمتنا على الإسلام والإيمان يا أكرم الأكرمين!