وقيل: أن رجلاً من اليمن أعطى العاص بن وائل المال، ولم يرض أن يعطيه حقه، فاستجار اليمني بصناديد قريش، وهم أبو جهل وأبو لهب وعقبة بن أبي معيط وأمية بن خلف وغيرهم من عظماء قريش.
فأرادوا من العاص بن وائل أن يعيد المال للرجل فرفض، فوقف الرجل في اليوم الثاني عند الحجر الأسود، ونادى: يا معشر قريش! يا من لا تظلمون أحداً، لي ظلامة عند العاص بن وائل، فمن يعيد إلي حقي؟ فقام الحارث بن عبد المطلب عم الرسول صلى الله عليه وسلم وكان أكبر أبناء عبد المطلب، فجمع بعضاً من قومه وكان منهم أربعة يسمون بالفضل، وهم: الفضل بن زيد، والفضل بن وائل، والفضل بن عبيد الله، والفضل بن عبد الله، فاجتمعوا وتواعدوا أو تعهدوا بنصرة المظلوم في مكة، سواء كان من مكة أو من خارجها، فسمي بحلف الفضول، وسبب تسميته بحلف الفضول؛ لأنه صاحب فضل في إعادة الحق لأهله؛ أو لأن المجتمعين كان أغلب أسماؤهم الفضل.
فقال أصحاب هذا الحلف: سوف نعيد الحق لأهله ما بل بحر صوفة، وما بقي جبلا ثبير وحراء مكانهما.
والرسول صلى الله عليه وسلم قد حضر حلف الفضول وهو ابن أربعة عشر عاماً في دار عبد الله بن جدعان وقال: (ما أحب أن لي به حمر النعم، ولو دعيت إلى مثله لأجبت).