فَذَاقَ فَأَعْطَتْهُ مِنَ اللِّينِ جَانِبًا ... كَفَى، وَلَهَا أَنْ يُغْرِقَ السَّهْمُ حَاجِزُ
(ذَوَدَ) الذَّالُ وَالْوَاوُ وَالدَّالُ أَصْلَانِ: أَحَدُهُمَا تَنْحِيَةُ الشَّيْءِ عَنِ الشَّيْءِ، وَالْآخَرُ جَمَاعَةُ الْإِبِلِ. وَمُحْتَمِلٌ أَنْ يَكُونَ الْبَابَانِ رَاجِعَيْنِ إِلَى أَصْلٍ وَاحِدٍ.
فَالْأَوَّلُ قَوْلُهُمْ: ذُدْتُ فُلَانًا عَنِ الشَّيْءِ أَذُودُهُ ذَوْدًا، وَذُدْتُ إِبِلِي أَذُودُهَا ذَوْدًا وَذِيَادًا. وَيُقَالُ أَذَدْتُ فُلَانًا: أَعَنْتُهُ عَلَى ذِيَادِ إِبِلِهِ.
وَالْأَصْلُ الْآخَرُ الذَّوْدُ مِنَ النَّعَمِ. قَالَ أَبُو زَيْدٍ: الذَّوْدُ مِنَ الثَّلَاثَةِ إِلَى الْعَشَرَةِ.
(ذَيَخَ) الذَّالُ وَالْيَاءُ وَالْخَاءُ كَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ لَا قِيَاسَ لَهَا. قَوْلُهُمْ لِلذَّكَرِ مِنَ الضِّبَاعِ ذِيخٌ، وَالْجَمْعُ ذِيَخَةٌ. وَرُبَّمَا قَالُوا: ذَيَّخْتُ الرَّجُلَ تَذْيِيخًا، إِذَا أَذْلَلْتَهُ.
(ذَيَرَ) الذَّالُ وَالْيَاءُ وَالرَّاءُ لَيْسَ أَصْلًا. إِنَّمَا يَقُولُونَ: ذَيَّرْتُ أَطْبَاءَ النَّاقَةِ، إِذَا طَلَيْتَهَا بِسِرْجِينٍ لِئَلَّا يَرْتَضِعَ الْفَصِيلُ. وَهُوَ الذِّيَارُ.
(ذَيَعَ) الذَّالُ وَالْيَاءُ وَالْعَيْنُ أَصْلٌ يَدُلُّ عَلَى إِظْهَارِ الشَّيْءِ وَظُهُورِهِ وَانْتِشَارِهِ. يُقَالُ ذَاعَ الْخَبَرُ وَغَيْرُهُ يَذِيعُ ذُيُوعًا. وَرَجُلٌ مِذْيَاعٌ: لَا يَكْتُمُ سِرًّا; وَالْجَمْعُ الْمَذَايِيعُ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ: " لَيْسُوا بِالْمَسَايِيحِ وَلَا الْمَذَايِيعِ الْبُذُرِ ". وَهَهُنَا كَلِمَةٌ مِنْ هَذَا فِي الْمَعْنَى مِنْ طَرِيقَةِ الِانْتِشَارِ، يَقُولُونَ: أَذَاعَ النَّاسُ [مَا] فِي الْحَوْضِ، إِذَا شَرِبُوهُ كُلَّهُ.