وَمِنْ هَذَا الْبَابِ الْخِدْمَةُ. وَمِنْهُ اشْتِقَاقُ [الْخَادِمِ] ; لِأَنَّ الْخَادِمَ يُطِيفُ بِمَخْدُومِهِ.
(خَدَنَ) الْخَاءُ وَالدَّالُ وَالنُّونُ أَصْلٌ وَاحِدٌ، وَهُوَ الْمُصَاحَبَةُ. فَالْخِدْنُ: الصَّاحِبُ. يُقَالُ: خَادَنْتُ الرَّجُلَ مُخَادَنَةً. وَخِدْنُ الْجَارِيَةِ مُحَدِّثُهَا.
قَالَ أَبُو زَيْدٍ: خَادَنْتُ الرَّجُلَ صَادَقْتُهُ. وَرَجُلٌ خُدَنَةٌ: كَثِيرُ الْأَخْدَانِ.
(خَدَبَ) الْخَاءُ وَالدَّالُ وَالْبَاءُ أَصْلَانِ: أَحَدُهُمَا اضْطِرَابٌ فِي الشَّيْءِ وَلِينٌ، وَالْآخَرُ شِقٌّ فِي الشَّيْءِ.
فَالْأَوَّلُ الْخَدَبُ وَهُوَ الْهَوَجُ، وَفِي أَخْبَارِ الْعَرَبِ: " كَانَ بِنَعَامَةَ خَدَبٌ " أَيْ هَوَجٌ ; وَلَعَلَّ ذَلِكَ فِي حُرُوبِهِ، وَيَدُلُّ عَلَى مَا ذَكَرْنَاهُ. وَمِنْهُ بَعِيرٌ خِدَبٌّ، يَكُونُ ذَلِكَ فِي كَثْرَةِ لَحْمٍ وَإِذَا كَثُرَ اللَّحْمُ لَانَ وَاضْطَرَبَ.
وَيُقَالُ مِنَ الْأَوَّلِ رَجُلٌ أَخْدَبُ وَامْرَأَةٌ خَدْبَاءُ. وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ: دِرْعٌ خَدْبَاءُ: لَيِّنَةٌ. قَالَ:
خَدْبَاءُ يَحْفِزُهَا نِجَادُ مُهَنَّدٍ
وَيُقَالُ خَدَبَ، إِذَا كَذَبَ; وَذَلِكَ أَنَّ فِي الْكَذِبِ اضْطِرَابًا، إِذْ كَانَ غَيْرَ مُسْتَقِيمٍ. وَشَيْخٌ خِدَبٌّ، وُصِفَ بِمَا وُصِفَ بِهِ الْبَعِيرُ. قَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّ فِي لِسَانِهِ خَدَبًا، أَيْ طُولًا.