أَصَابَ خَصَاصَهُ فَبَدَا كَلِيلًا ... كَلَا وَانْغَلَّ سَائِرُهُ انْغِلَالًا
وَالْخَصَاصَةُ: الْإِمْلَاقُ. وَالثُّلْمَةُ فِي الْحَالِ.
وَمِنَ الْبَابِ خَصَصْتُ فُلَانًا بِشَيْءٍ خَصُوصِيَّةً، بِفَتْحِ الْخَاءِ، وَهُوَ الْقِيَاسُ لِأَنَّهُ إِذَا أُفْرِدَ وَاحِدٌ فَقَدْ أَوْقَعَ فُرْجَةً بَيْنَهُ وَبَيْنَ غَيْرِهِ، وَالْعُمُومُ بِخِلَافِ ذَلِكَ. وَالْخِصِّيصَى: الْخَصُوصِيَّةُ.
(خَضَّ) الْخَاءُ وَالضَّادُ أَصْلَانِ: أَحَدُهُمَا قِلَّةُ الشَّيْءِ وَسَخَافَتُهُ، وَالْآخَرُ الِاضْطِرَابُ فِي الشَّيْءِ مَعَ رُطُوبَةٍ.
فَالْأَوَّلُ الْخَضَضُ: [الْخَرَزُ] الْأَبْيَضُ يَلْبَسُهُ الْإِمَاءُ. وَالرَّجُلُ الْأَحْمَقُ خَضَّاضٌ. وَيُقَالُ لِلسَّقَطِ مِنَ الْكَلَامِ خَضَضٌ. وَيُقَالُ: مَا عَلَى الْجَارِيَةِ خَضَاضٌ، أَيْ لَيْسَ عَلَيْهَا شَيْءٌ مِنْ حَلْيٍ. وَالْمَعْنَى أَنَّهُ لَيْسَ عَلَيْهَا شَيْءٌ حَتَّى الْخَضَضَ الَّذِي بَدَأْنَا بِذِكْرِهِ. قَالَ الشَّاعِرُ:
وَلَوْ بَرَزَتْ مِنْ كُفَّةِ السَّتْرِ عَاطِلًا ... لَقُلْتَ غَزَالٌ مَا عَلَيْهِ خَضَاضُ
وَأَمَّا الْأَصْلُ الْآخَرُ فَتَخَضْخَضَ الْمَاءُ. وَالْخَضْخَاضُ: ضَرْبٌ مِنَ الْقَطِرَانِ. وَيُقَالُ نَبْتٌ خُضَخِضٌ، أَيْ كَثِيرُ الْمَاءِ. تَقُولُ: كَأَنَّهُ يَتَخَضْخَضُ مِنْ رِيِّهِ.
وَقَدْ شَذَّ عَنِ الْبَابِ حَرْفٌ وَاحِدٌ إِنْ كَانَ صَحِيحًا، قَالُوا: خَاضَضْتُ فُلَانًا إِذَا بَايَعْتَهُ مُعَارَضَةً. وَهُوَ بَعِيدٌ مِنَ الْقِيَاسِ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ.