وَمُبْلِدِ بَيْنَ مَوْمَاةٍ بِمَهْلِكَةٍ ... جَاوَزْتُهُ بِعَلَاةِ الْخَلْقِ عِلْيَانِ
كَأَنَّمَا الشَّحْطُ فِي أَعْلَى حَمَائِرِهِ ... سَبَائِبُ الرَّيْطِ مِنْ قَزٍّ وَكَتَّانِ
وَأَمَّا قَوْلُهُمْ لِلْفَرَسِ الْهَجِينِ مِحْمَرٌ فَهُوَ مِنَ الْبَابِ. [وَمِنَ الْبَابِ] الْحِمَارَانِ، وَهُمَا حَجَرَانِ يُجَفَّفُ عَلَيْهِمَا الْأَقِطُ، يُسَمَّيَانِ مَعَ الَّذِي فَوْقَهُمَا الْعُلَاةَ. قَالَ:
لَا تَنْفَعُ الشَّاوِيَّ فِيهِمَا شَاتُهُ ... وَلَا حِمَارَاهُ وَلَا عَلَاتُهُ
وَالْحَمَّارَةُ: حِجَارَةٌ تُنْصَبُ حَوْلَ الْبَيْتِ، وَالْجَمْعُ حَمَائِرُ. قَالَ:
بَيْتَ حُتُوفٍ أُرْدِحَتْ حَمَائِرُهُ
وَأَمَّا قَوْلُهُمْ: " أَخْلَى مِنْ جَوْفِ حِمَارٍ " فَقَدْ ذُكِرَ حَدِيثُهُ فِي كِتَابِ حَرْفِ الْعَيْنِ.
(حَمَزَ) الْحَاءُ وَالْمِيمُ وَالزَّاءُ أَصْلٌ وَاحِدٌ، وَهُوَ حِدَّةٌ فِي الشَّيْءِ كَالْحَرَافَةِ وَمَا أَشْبَهَهَا. فَالْحَمْزَةُ حَرَافَةٌ فِي الشَّيْءِ. يُقَالُ شَرَابٌ يَحْمِزُ اللِّسَانَ. وَمِنْهُ الْحَمْزَةُ، وَهِيَ بَقْلَةٌ تَحْمِزُ اللِّسَانَ، «وَقَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: " كَنَّانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ بِبَقْلَةٍ كُنْتُ اجْتَنَيْتُهَا» " ; وَكَانَ يُكْنَى أَبَا حَمْزَةَ. وَقَالَ الشَّمَّاخُ يَصِفُ رَجُلًا بَاعَ [قَوْسًا] وَأَسِفَ عَلَيْهَا: