وَيَقُولُونَ: سَمِعْتُ هَتَّ قَوَائِمِ الْبَعِيرِ عِنْدَ وَقْعِهَا بِالْأَرْضِ. وَالْأَصْلُ فِي ذَلِكَ كُلِّهِ وَاحِدٌ، وَلَوْلَا أَنَّ الْعُلَمَاءَ ذَكَرُوهُ لَمَا رَأَيْتُ لِذِكْرِهِ وَجْهًا.
(هَثَّ) الْهَاءُ وَالثَّاءُ قَرِيبٌ مِنَ الَّذِي قَبْلَهُ، وَمُعْظَمُهُ الِاخْتِلَاطُ. يَقُولُونَ: الْهَثْهَثَةُ: الِاخْتِلَاطُ. وَهَثْهَثَتِ السَّحَابَةُ بِثَلْجِهَا وَقَطْرِهَا: أَرْسَلَتْهُ بِسُرْعَةٍ: وَهَثْهَثَ الْوَالِي: ظَلَمَ قَالَ:
وَهَثْهَثُوا فَكَثُرَ الْهَثْهَاثُ
(هَجَّ) الْهَاءُ وَالْجِيمُ: أَصْلٌ صَحِيحٌ يَدُلُّ عَلَى غُمُوضٍ فِي شَيْءٍ وَاخْتِلَاطٍ، وَمِنْهُ مَا يَدُلُّ عَلَى حِكَايَةِ صَوْتٍ.
فَالْأَوَّلُ قَوْلُهُمْ: هَجَّتْ عَيْنُهُ: غَارَ وَهُوَ مِنْ بَابِ الْغُمُوضِ. وَالْهَجَاجَةُ: الْأَحْمَقُ الَّذِي لَا يَهْتَدِي لِلْأُمُورِ، فَكَأَنَّهَا قَدْ عُمِّيَتْ عَلَيْهِ. وَقَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ وَغَيْرُهُ: رَكِبَ فُلَانٌ هَجَاجِ، عَلَى فَعَالِ، إِذَا رَكِبَ الْعَمْيَاءَ الْمُظْلِمَةَ. وَأَنْشَدَ:
وَقَدْ رَكِبُوا عَلَى لَوْمِي هَجَاجِ
وَالْهَجِيجُ: الْوَادِي الْعَمِيقُ ; وَهُوَ مِنَ الْغُمُوضِ أَيْضًا.
وَالْبَابُ الْآخَرُ قَوْلُهُمْ: هَجْهَجْتُ بِالسَّبُعِ: صِحْتُ بِهِ. وَهَجْهَجَ الْفَحْلُ فِي هَدِيرِهِ.