وَمِمَّا لَيْسَ مِنْ هَذَا الْبَابِ الْقِبْطُ: أَهْلُ مِصْرَ، وَالنِّسْبَةُ إِلَيْهِمْ قِبْطِيٌّ، وَالثِّيَابُ الْقُبْطِيَّةُ لَعَلَّهَا مَنْسُوبَةٌ إِلَى هَؤُلَاءِ، إِلَّا أَنَّ الْقَافَ ضُمَّتْ لِلْفَرْقِ. قَالَ زُهَيْرٌ:
لَيَأْتِيَنَّكَ مِنِّي مَنْطِقٌ قَذَعٌ ... بَاقٍ كَمَا دَنَّسَ الْقُبْطِيَّةَ الْوَدَكُ
وَتُجْمَعُ قَبَاطِيٌّ.
(قَبَعَ) الْقَافُ وَالْبَاءُ وَالْعَيْنُ أَصْلٌ صَحِيحٌ يَدُلُّ عَلَى شُبَهِ أَنْ يَخْتَبِئَ الْإِنْسَانُ أَوْ غَيْرُهُ. يُقَالُ: [قَبَعَ] الْخِنْزِيرُ وَالْقُنْفُذُ، إِذَا أَدْخَلَ رَأْسَهُ فِي عُنُقِهِ، قَبْعًا. وَجَارِيَةٌ قُبَعَةٌ طُلَعَةٌ، إِذَا تَخَبَّأَتْ تَارَةً وَتَطَلَّعَتْ تَارَةً. وَالْقُبَعَةُ: خِرْقَةٌ كَالْبُرْنُسِ، تُسَمِّيهَا الْعَامَّةُ: الْقُنْبُعَةُ. وَالْقُبَاعُ: مِكْيَالٌ وَاسِعٌ، كَأَنَّهُ سُمِّيَ قُبَاعًا لِمَا يَقْبَعُ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ. وَقَبَعَ الرَّجُلُ: أَعْيَا وَانْبَهَرَ. وَسُمِّيَ قَابِعًا لِأَنَّهُ يَتَقَبَّضُ عِنْدَ إِعْيَائِهِ عَنِ الْحَرَكَةِ.
وَمِمَّا شَذَّ عَنْ هَذَا الْبَابِ قَبِيعَةُ السَّيْفِ، وَهِيَ الَّتِي عَلَى طَرَفِ قَائِمِهِ مِنْ حَدِيدٍ أَوْ فِضَّةٍ.
(قَبَلَ) الْقَافُ وَالْبَاءُ وَاللَّامُ أَصْلٌ وَاحِدٌ صَحِيحٌ تَدُلُّ كَلِمُهُ كُلُّهَا عَلَى مُوَاجَهَةِ الشَّيْءِ لِلشَّيْءِ، وَيَتَفَرَّعُ بَعْدَ ذَلِكَ.
فَالْقُبُلُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ: خِلَافُ دُبُرِهِ، وَذَلِكَ أَنَّ مُقَدَّمَهُ يُقْبِلُ عَلَى الشَّيْءِ. وَالْقَبِيلُ: مَا أَقْبَلَتْ بِهِ الْمَرْأَةُ مِنْ غَزْلِهَا حِينَ تَفْتِلُهُ. وَالدَّبِيرُ: مَا أَدْبَرَتْ بِهِ. وَذَلِكَ