وَقَالَ النَّضْرُ: اسْتَعَفَّتِ الْإِبِلُ هَذَا الْيَبِيسَ بِمَشَافِرِهَا، إِذَا أَخَذَتْهُ مِنْ فَوْقِ التُّرَابِ.
(عَفَتَ) الْعَيْنُ وَالْفَاءُ وَالتَّاءُ كَلِمَةٌ تَدُلُّ عَلَى كَسْرِ شَيْءٍ، يَقُولُونَ: عَفَتَ الْعَظْمَ: كَسَرَهُ. ثُمَّ يَقُولُونَ الْعَفَتُ فِي الْكَلَامِ: كَسْرُهُ لُكْنَةً، كَكَلَامٍ الْحَبَشِيِّ.
(عَفَجَ) الْعَيْنُ وَالْفَاءُ وَالْجِيمُ كَلِمَتَانِ: إِحْدَاهُمَا عُضْوٌ مِنَ الْأَعْضَاءِ وَالْآخَرُ ضَرْبٌ.
فَالْأُولَى الْأَعْفَاجُ: الْأَمْعَاءُ، وَيَقُولُونَ: إِنَّ وَاحِدَهَا عِفْجٌ وَعَفْجٌ.
وَأَمَّا الْأُخْرَى فَيُقَالُ عَفَجَ، إِذَا ضَرَبَ. وَيُقَالُ لِلْخَشَبَةِ الَّتِي يَضْرِبُ بِهَا الْغَاسِلُ الثِّيَابَ: مِعْفَاجٌ. وَسَائِرٌ مَا يُقَالُ فِي هَذَا الْبَابِ مِمَّا لَا أَصْلَ لَهُ.
(عَفَرَ) الْعَيْنُ وَالْفَاءُ وَالرَّاءُ أَصْلٌ صَحِيحٌ، وَلَهُ مَعَانٍ. فَالْأَوَّلُ لَوْنٌ مِنَ الْأَلْوَانِ، وَالثَّانِي نَبْتٌ، وَالثَّالِثُ شِدَّةٌ وَقُوَّةٌ، وَالرَّابِعُ زَمَانٌ، وَالْخَامِسُ شَيْءٌ مِنْ خَلْقِ الْحَيَوَانِ.
فَالْأَوَّلُ: الْعُفْرَةُ فِي الْأَلْوَانِ، وَهُوَ أَنْ يَضْرِبَ إِلَى غُبْرَةٍ فِي حُمْرَةٍ; وَلِذَلِكَ سُمِّيَ التُّرَابُ الْعَفَرُ. يُقَالُ: عَفَّرْتُ الشَّيْءَ فِي التُّرَابِ تَعْفِيرًا. وَاعْتَفَرَ الشَّيْءُ: سَقَطَ فِي الْعَفَرِ. قَالَ الشَّاعِرُ يَصِفُ ذَوَائِبَ الْمَرْأَةِ، وَأَنَّهَا إِذَا أَرْسَلَتْهَا سَقَطَتْ عَلَى الْأَرْضِ.