وََنَشَزَتُ عَلَيْنَا البِيضُ، وَشَمَسَتْ مِنَّا الصُّفْرُ، وَأَكَلَتْنَا السُّودُ، وَحَطَّمَتْنَا الحُمْرُ، وَانْتَابَنَا أَبُو مَالِكٍ، فَمَا يَلْقَانَا أَبُو جَابِرٍ إِلاَّ عَنْ عُفْرٍ، وَهَذِهِ البَصْرَةُ مَاؤُهَا هَضُومٌ، وَفَقِيرُهَا مَهْضُومٌ، وَالمَرْءُ مِنْ ضِرْسِهِ فِي شُغْلٍ، وَمِنْ نَفْسِهِ في كَلٍّ، فَكَيْفَ بِمَنْ:

يُطَوِّفُ مَا يُطَوِّفُ ثُمَّ يَأَوِي ... إِلَى زُغْبٍ مُحَدَّدَةِ العُيُونِ

كَسَاهُنَّ الْبِلَى شُعْثاً فَتُمْسِي ... جِيَاعَ النَّابِ ضَامِرَةَ البُطُونِ

وَلَقَدْ أَصْبَحْنَ الْيَوْمَ وَسَرَّحْنَ الطَّرْفَ فِي حَيٍّ كَمَيْتٍ، وَبَيْتٍ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015