وأما أنت أيها الزعفران فقد صحت الأقاويل بأنك حشيش الجنة وترابها، وناهيك بها منقبة جليلا نصابها.
وروي في خبر مأثور أن الله عز وجل خلق من الحور.
فأنت ثالث المراتب، ثابت المناقب، حبيب لكل صاحب، لذيل الفضل ساحب، غبر أنه ليس للرجال في الطيب منك مجال، لا بينك وبينهم في المودة أسجال، ولا في الموردة سجال، حرمت عليهم تحريما شديدا، وهددوا على التخلق بك تهديدا، وأوعدوا على ذلك في القيامة وعيدا وأكد عليهم التغليظ في ذلك تأكيدا ولك مع إخوانك الاشتراك في اليبس والحرارة وفي الزعفران منافع عليها دليل وأسارة، من أنه يحسن اللون ويكسبه نضارة، ويصلح العفونة ويقوي الأحشاء، ويهيج الباه ويقي الأعضاء، ويجلوا البصر ويمنع النوازل إليه وتحلل الأورام وينفع الطحال ولأوجاع المقعدة والأرحام، ويسكن الحرارة ويدر البول ويهضم الطعام، وينفع مما في الرحم من الصلابة والانضمام والقروح وله خاصة عجيبة شديدة عظيمة في تقوية القلب وجوهر الروح وفيه بسط وتفريح، إذا زاد لا يحتمل بحيث أنه إذا شرب منه ثلاثة مثاقيل قتل، ويشمم لصاحب البر سام، لصاحب الشوصة لينام ويسهل النفس ويقوي آلته جدا، ويفتح من العروق والكبد ما يسد سدا، ويسقي يسيره للطلق المتطاول فتلد وهي منفعة حبيبه وإذا عجن من قدر وعلقت على الزوجة والفرس بعد الولادة أخرجت المشيمة، وإذا طبخ وصب ماؤه على الرأس نفع من السهو الكائن عن البلغم المالح وأجاد تنويمه، ومن خواصه أنه لا يغير خلطا البته بل يحفظ الأخلاط بالسوية، وإن سام أبرص لا يدخل بيتا هو فيه. وناهيك بها خصوصية ويكتحل به للزرقة المكتسبة من الأمراض وليحذر الإكثار منه والإدمان عليه فإنه رديء