وسراة وادٍ مخصب. ينبتُ لكَ من الثّناءِ الدَّوحَ الأعلى ويخرجُ لكَ من الثّوابِ الثمَرَ الأحلى. وإنْ ظاهرتَ بينَ الأمرينِ مظاهرةَ الدارعْ. وكما تكونُ بزَّةُ البطلِ المقارع فجعلتَ شعارَكَ الإباءَ والحميةِ. ودِثارَكَ التقيّة الإسلامية. وذلكَ هو المظنونُ بأشباهكَ من أُولي الشهامةِ والحزمْ. وأضرابكَ من ذوي الجدّ والعزْم فأهلاً بمن اختارَ الخيرَ من قواصيهِ وأطرافهِ. وقبضَ بكفيّهِ من نواصيهِ وأعرافهِ.
محارِمُ تبتغى منها التقيّهْ ... فظاهرْ بينَ دينكَ والحميّه.
هما درعانِ مَن يلبَسهما لمْ ... يكنْ للنّابلِ المصمي رميّه.
وليسَ يَقي ركوبَ الشرِّ إلا ... حذارُ النارِ أو خوفُ الدَّنيّه.
ولما قلَّ في الناسِ التّوقيّ ... تهافتَ في محارمِها البريّه.