الألبابَ والأذهان. مستمرونَ على وتيرةٍ لا تُخافُ حُراناتُهم ثِقاةٌ لا تعرِفُ النكثَ عهودهُم وأماناتُهم. كلما تبرَّجتْ لهُم الدنيا وتزينتْ بأبهجِ زينتِها. وتحلت بأبهى حِليتِها. مفتخرةً بوَشيها مُتبخترَةً في مشيِها. خطارةً بيديها متثنيِّة بأمِّ السرورِ متكنيِّه. غضُّوا دونَ رؤيتِها أجفانُهم وضربوا على اللباتِ أذقانُهم. لم يذهب عليهم أنها أمُّ الغُرور لا أمُّ السرور. وأنها إذا تبخترت حيرت. وإذا خطَرت أخطرَت ومتى برزَت متُبرِّجة. تركتِ الأحشاءَ متضرَّجة. ومتى تزينتْ وتحلت. تبينت شرورُها وتجلت. وعاذُوا باللهِ من لَبسِها المخشي. تحتَ لُبسها المَوشي. فإن خاطبتُهم بكلمةٍ في مَعناها استبشعوها. ومرُّوا عليها مُتصاميّن كأنْ لم يسمعوها. وذهبوا عن حديثِها وهرَبوا. وهضَبوا في حديثِ الآخرةِ فأسهبَوا. ورأيتَ عُيونُهم عندَ ذلكَ مُغْرَوْرِقةْ