ولا ارتضَتْ نفْسي التي لمْ تزَلْ ... تسْمو الى المجْدِ بهذي السِّمَهْ
ولا اشْتَكى هذا الفتى غِلظَةً ... منّي ولا شاكَتْهُ منّي حُمَهْ
لكِنْ صُروفُ الدّهرِ غادَرْنني ... كخابِطٍ في اللّيلَةِ المُظلِمَهْ
واضْطَرّني الفقْرُ الى موقِفٍ ... منْ دونِهِ خوْضُ اللّظى المُضرَمه
فهلْ فتًى تُدرِكُهُ رِقّةٌ ... عليّ أو تعطِفُهُ مَرْحَمَهْ
قال الحارثُ بنُ همّامٍ: فكُنتُ أوّلَ منْ أوى لبَلْواهُ. ورقّ لشَكْواهُ. فنفَحْتُهُ بدِرْهَمَينِ. وقلتُ: لا كانا ولوْ كانَ ذا مَيْنٍ! فابتهَجَ بباكُورَةِ جَناهُ. وتفاءلَ بهِما لغِناهُ. ولمْ تزَلِ الدّراهِمُ تنْهالُ عليْهِ. وتنْثالُ لديْهِ. حتى آلَ ذا عيشَةٍ خضْراء. وحَقيبةٍ بجْراء.