واللهُ خَليفَتي علَيْكَ. فقُلتُ: أُريدُ أن أتّبِعَكَ لأشاهِدَ ولَدَك النّجيبَ. وأُنافِثَهُ لكَيْ يُجيبَ. فنظَرَ إليّ نظْرَةَ الخادِعِ الى المَخْدوعِ. وضحِكَ حتى تغَرْغَرَتْ مُقلَتاهُ بالدّموعِ. وأنشَدَ:
يا مَنْ يظَنّى السّرابَ ماءً ... لمّا روَيْتُ الذي روَيْتُ
ما خِلْتُ أنْ يستَسِرّ مَكري ... وأنْ يُخيلَ الذي عنَيْتُ
واللهِ ما بَرّةٌ بعِرْسي ... ولا ليَ ابنٌ بِهِ اكتَنَيْتُ
وإنّما لي فُنونُ سِحرٍ ... أبدَعْتُ فيها وما اقتَدَيتُ
لمْ يحْكِها الأصمَعيُّ فيما ... حكَى ولا حاكَها الكُمَيتُ
تَخِذْتُها وُصلَةً الى ما ... تَجْنيهِ كَفّي متى اشتَهَيْتُ
ولوْ تَعافَيتُها لحالَتْ ... حالي ولمْ أحْوِ ما حوَيْتُ
فمهّدِ العُذْرَ أو فسامِحْ ... إنْ كُنتُ أجرَمْتُ أو جنَيْتُ