مقامات الحريري (صفحة 417)

ولا عدَتْ سُقْيايَ أرْضَ غَرْسي ... لكِنّنا منذُ لَيالٍ خمْسِ

نُصبحُ في ثوبِ الطّوى ونُمْسي ... لا نعرِفُ المَضْغَ ولا التّحَسّي

حتى كأنّا لخُفوتِ النّفْسِ ... أشْباحُ مَوْتى نُشِروا منْ رَمْسِ

فحينَ عزّ الصّبرُ والتأسّي ... وشَفّنا الضُرُّ الأليمُ المَسّ

قُمْنا لسَعْدِ الجَدّ أو للنّحْسِ ... هذا المَقامَ لاجتِلابِ فَلْسِ

والفَقْرُ يُلْحي الحُرَّ حينَ يُرْسي ... الى التّحَلّي في لِباسِ اللَّبْسِ

فهذِهِ حالي وهَذا دَرْسي ... فانظُرْ الى يوْمي وسَلْ عن أمسي

وأمُرْ بجَبري إنْ تَشا أو حبْسي ... ففي يدَيْكَ صحّتي ونُكْسي

فقالَ لهُ القاضي: ليَثُبْ أُنسُكَ. ولْتَطِبْ نفسُكَ. فقد حقّ لكَ أن تُغفَرَ خَطيّتُكَ. وتُوَفَّرَ عطيّتُكَ. فثارَتِ الزّوجَةُ عندَ ذلِك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015